في قلب الصحراء الجنوبية، حيث كانت الرمال وحدها تروي حكايات الريح، وغياب الطرق ينسج عزلة جغرافية خانقة، ولد الطريق الرابط في ميناء الفاو الكبير، لا كمجرد مسار شاحنات، بل كحلم اسمنتي مشرق، امتد من رحم التصميم الأوروبي، ونبض الإرادة العراقية، وعرق التنفيذ الكوري الجنوبي.

على مدى 62 كيلومترا، يشق الطريق مساره بثقة بين اليابسة والماء، من الأرصفة البحرية لميناء الفاو الكبير، مارا بأعجوبة هندسية تعرف بالنفق المغمور، وصولا إلى تقاطع سفوان على أبواب الحدود الدولية.

إنه الطريق الذي لم يعبد فقط بالإسفلت، بل رصف برؤية وطنية تفتح الأفق نحو طريق التنمية، وتمنح العراق موقع القلب في الجغرافيا الاقتصادية للعالم.